اثار قرار الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي، بإلغاء تطبيق درجات الرأفة في مختلف الجامعات المصرية من العام الدراسي القادم 2011، بسبب عدم اتفاقها مع معايير الجودة في التعليم العالي الخلاف بين الخبراء والطلاب، حول نظم تقويم الامتحانات بالكليات، ففي الوقت الذي أيد فيه أساتذة الجامعات القرار، عارض الطلاب القرار دون تطوير نظم تقويم وتصحيح الامتحانات.
وشكا الطلاب من عدم وجود أي رقابة على المسئولين من تصحيح أوراق الاجابات، حيث طالبوا بضرورة وجود منظومة تتيح لهم الاطلاع علي أوراق إجاباتهم وكتابة ملاحظاتهم علي غرار امتحانات الثانوية العامة.
وقال مصطفي الجمل الطالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة، إن درجات الرأفة تعد الملجأ له في بعض الامتحانات التي تكون نتائجه فيها ليست جيدة، مؤكدا أنه وكثير من زملائه يقومون بحل الامتحانات بشكل جيد للغاية، إلا أنه يفاجأ بأنه لم يوفق في حين أن زميله الذي كان يشرح له، وكان يجلس بجواره في الامتحان قد نجح وبتقدير.
وأوضح أن تلك التجربة لا يتعرض لها وحده، ولكن تعرض لها العديد من أصدقائه في مختلف الكليات بالجامعة، حتى صار الأغلبية منهم تؤمن أن الحل الجيد في الامتحانات ليس المقياس للنجاح، بحسب صحيفة الاخبار.
واتفق معه محمد المنياوي الطالب في الفرقة الرابعة بكلية الاداب بجنوب الوادي وعضو اتحاد الطلاب، الذي أشار إلى أن هناك تجربة حية شاهدها في أحد الامتحانات منذ عام عندما قام أحد زملائه بإخراج كتاب المادة التي يؤدي الامتحان بها وأجاب عن أسئلة الامتحان، بل وأخبر زملاءه الموجودين حوله بالاجابات الصحيحة دون أن يلاحظ المراقبون، لكن النتيجة كانت رسوبه هو واثنين في حين أن الباقي نجحوا.
وطالب بضرورة وجود منظومة تسمح للطلاب بالاطلاع علي ورقة إجاباتهم بعد تصحيحها، وكتابة ملاحظاتهم كما يتم في امتحانات الثانوية العامة حتي يضمن الطلاب أن يحصلوا علي حقهم وذلك قبل التفكير في إلغاء درجات الرأفة.
العودة إلي أعلي
درجات عمياء
في المقابل، أجمع أساتذة الجامعات على تأييد قرار وزير التعليم العالي، إلا ان بعضهم طالب بتطوير نظم التصحيح خاصة في الكليات ذات الأعداد الكثيفة.
وأيد الدكتور حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب الأسبق، إلغاء درجات الرأفة، مؤكدا أن اتباع هذا النظام سيزيد من مسئولية الأستاذ الذي يقوم بالتصحيح فلا يكون هناك إهمال أو تقصير، وأن يدرك الطالب أخطاءه ويتجنبها بعد ذلك.
وأشار نائب رئيس جامعة المنصورة، إلى تجربة التصحيح الإلكتروني لأوراق الإجابة دون تدخل بشري، كأفضل الحلول لضمان عدالة نتائج الطلاب.
وقال محمد عبدالحميد النشار نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب، إن درجات الرأفة هي درجات عمياء يتم اضافتها لبعض الطلاب بقرار ولا تتفق مع عملية التقييم والتقويم للامتحانات، مشيرا إلي أنها إخلال بالمعايير فالهدف من الامتحانات قياس مدى تحصيل الطالب للمعارف التي تم تدريسها خلال العام الدراسي، ومدي تنمية مهاراته من خلال الأنشطة والاطلاع.
وأكد أن الطالب الذي ينجح بدرجات الرأفة ليس له مكان في سوق العمل، مطالبا بإلغائها لأنها نظام فاشل ويشجع الطلاب على عدم المذاكرة والاجتهاد، فالاختبار هو الوسيلة التي تقاس بها تحصيل الطلاب للمواد ويقوم الأستاذ بتقييم اجاباته، وإذا كان هناك خلل ما يقوم الأستاذ بإصلاحه بأساليب علمية.
نقلا عن جريده الجمهوريه