<p>جماهير نادي الزمالك يشعلون الشماريخ مع انتهاء المباراة أمام نادي الإفريقي التونسي، استاد القاهرة، 2 أبريل 2011. شهدت المباراة اعتداءات وأحداث شغب مؤسفة من قبل مشجعي الزمالك، الذين اقتحموا الملعب في الدقائق الأخيرة من مباراة إياب الدور ال32 من دوري أبطال أفريقيا، وقاموا بالاعتداء علي محمد مكنوز، حكم المباراة الجزائرى، ولاعبي الإفريقي، ما أدي لوقوع اشتباكات عنيفة بين الجماهير واللاعبين، وسط غياب شبه كامل للأمن، وكانت المباراة قد حُسمت لصالح الزمالك بهدفين مقابل هدف، ما يعني بدوره خروج الزمالك من الدوري الأفريقي، ما أدي لغضب الجمهور واحتجاجه علي النتيجة.</p>
<p>جماهير نادي الزمالك يشعلون الشماريخ مع انتهاء المباراة أمام نادي الإفريقي التونسي، استاد القاهرة، 2 أبريل 2011. شهدت المباراة اعتداءات وأحداث شغب مؤسفة من قبل مشجعي الزمالك، الذين اقتحموا الملعب في الدقائق الأخيرة من مباراة إياب الدور ال32 من دوري أبطال أفريقيا، وقاموا بالاعتداء علي محمد مكنوز، حكم المباراة الجزائرى، ولاعبي الإفريقي، ما أدي لوقوع اشتباكات عنيفة بين الجماهير واللاعبين، وسط غياب شبه كامل للأمن، وكانت المباراة قد حُسمت لصالح الزمالك بهدفين مقابل هدف، ما يعني بدوره خروج الزمالك من الدوري الأفريقي، ما أدي لغضب الجمهور واحتجاجه علي النتيجة.</p>
تصوير حسام فضل
فى مشهد اتفق لاعبو الأفريقى التونسى والزمالك على وصفه بـ«الكارثى» خرج لاعبو الفريقين متشابكى الأيدى من الممر المؤدى لغرف خلع الملابس كنوع من الاعتذار من لاعبى الزمالك عما بدر من جماهيرهم، واحتراماً وتقديراً من لاعبى الأفريقى لموقف زملائهم فى الزمالك من محاولات الاعتداء عليهم وقيامهم بحمايتهم.
ورصدت «المصرى اليوم» قيام لاعبى الزمالك بالالتفاف حول لاعبى الأفريقى داخل الممر المؤدى إلى غرف خلع الملابس بعد النجاة من بطش الجماهير الثائرة داخل الملعب، فى محاولة لتهدئتهم والاعتذار لهم عما بدر من الجماهير التى نزلت إلى أرض الملعب، فى حين سيطرت حالة من الصدمة على لاعبى الفريق التونسى من هول ما شاهدوه. وكان الناجى الوحيد من لاعبى الفريقين هو التشادى إيزيكال الذى هرب مباشرة فور دخول الجماهير أرض الملعب. وقال «إيزيكال»، فى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم»: لم أشعر بنفسى إلا وأنا داخل غرف خلع الملابس لأننى لم أر فى تاريخى مشهداً كهذا من قبل، وكانت حالة من الرعب تسيطر علىّ عند دخولى إلى الغرف خوفاً من ملاحقة الجماهير لى، خصوصاً أن عدداً منهم حاول ملاحقتى إلا أن بعض رجال أمن الملعب نجحوا فى منعهم من الوصول إلىّ وإلا لفتكوا بى.
فيما قال إبراهيم صلاح، لاعب الزمالك: لاعبو الأفريقى وجهوا لنا الشكر على موقفنا الرجولى معهم لأننا تحملنا ضربات الجماهير عنهم، لكننى لا أعتقد أن ما حدث يعد أمراً طبيعياً لأنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التى يخسر فيها الزمالك مباراة أو يفقد التأهل إلى الدور التالى، ولكن لم نشاهد من قبل فضيحة مثل التى رأيناها فى استاد القاهرة.
وشدد صلاح على أن زميله أحمد جعفر كان أكثر من تعرض للضرب والكدمات بسبب تلقيه الضربات بديلاً عن لاعبى الأفريقى، وقال صلاح: جعفر كان بمثابة البطل الذى تلقى الضربات عن المنافسين والحمد لله على خروجه بهذه الكدمات والسحجات البسيطة.
ولم يكن حال الحكم الجزائرى محمد بشارى وطاقمه أفضل من لاعبى الأفريقى، حيث ظل صامتاً عقب نجاحه فى الهروب من أرض الملعب عن طريق المقصورة الرئيسية لينضم للمراقب المغربى محمد باحو قبل أن ينجحوا فى الخروج من الملعب إلى الفندق رافضين الإدلاء بأى تصريحات. وأكد أشرف صبحى، مدير إدارة التسويق فى الزمالك، أنه تحدث مع طاقم التحكيم والمراقب عقب وصولهم إلى الفندق وقبل السفر، ولمس تقديرهم لموقف لاعبى وإدارة الزمالك فى محاولة حماية لاعبى الأفريقى، «كما حرصنا على إسماعهم اعتذار الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، وأكدوا لنا أنهم سيذكرون فى تقريرهم عن المباراة دور لاعبى الزمالك فى حماية المنافس».
وأبدى صبحى دهشته من دور رجال الأمن ووقوفهم متفرجين رغم تواجدهم بكثافة منذ الصباح، كما حضروا جميع الاجتماعات قبل المباراة سواء الفنية أو التنظيمية، وقال: لاحظنا عدم تعامل رجال الأمن مع الموقف، حتى إن بعضهم كان يشاهد بعض المخربين يحطمون المقاعد وبدلاً من القبض عليهم يبتعدون عنهم.
والتمس صبحى جزءاً من العذر لرجال الشرطة فى أول مواجهة لهم مع الشعب فى أعقاب ما حدث خلال ثورة 25 يناير. وتكرر نفس المشهد بالنسبة للجماهير والإعلاميين التونسيين، حيث هاجم عدد من الجماهير مقصورة الإعلاميين فى محاولة للاعتداء عليهم دون التفريق بين إعلامى تونسى أو مصرى، وحاولوا تحطيم الكاميرات لولا تجمع رجال الإعلام والأمن للتصدى لهم، وتم إنزال البعثة الإعلامية التونسية وبعض الجماهير إلى غرفة خلع ملابس الفريق التونسى التى نجحت قوات الشرطة العسكرية فى تأمينها بالكامل.
وظل لاعبو الأفريقى والبعثة الإعلامية المرافقة لهم حبيسى غرف خلع الملابس لمدة تصل إلى الساعتين ما بين علاج للمصابين بواسطة طبيب الفريق التونسى بالتعاون مع الدكتور مصطفى المنيرى، ومحاولات لاعبى الزمالك ومجلس إدارته تهدئة اللاعبين التونسيين الذين أصيب العديد منهم بصدمة نفسية جراء ما حدث.
وأكد عدد كبير من الجماهير التى تواجدت داخل ملعب استاد القاهرة أن المدرج الذى شهد نزول أول مشجع إلى أرض الملعب كان من مجموعة «وايت نايتس» التى سيطرت على مدرجات الدرجة الثالثة يمين بالكامل، ومنعت دخول الجماهير العادية للمدرج.
وقال أحد المشجعين الذين حضروا فى الدرجة الثالثة يمين علوى: حاولت الدخول للوقوف بين الألتراس عند حضورى للملعب فى الثانية ظهراً لكنهم منعونى وقالوا إن جميع الأماكن محجوزة للألتراس الذى ظل يصل تباعاً فى مجموعات منظمة.
وقال مشجع آخر فى نفس المكان: فوجئنا برجال الأمن يتركون أبواب المدرجات مفتوحة لنا ويهرولون مما سمح للجماهير بالاندفاع إلى أرض الملعب، ومنهم من قام بالتحطيم وآخرون نزلوا لمجرد المشاهدة والتصوير.
كانت مجموعة «وايت نايتس» قد نشرت فى صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» صورة لمدرج الدرجة الثالثة، لتوضح لأعضائها كيفية انتشارهم فى المدرج وكل مجموعة لها مكان محدد وأطلق على تلك المجموعات أسماء مثل «الحرافيش» و«المسامير» و«العصابة» و«الكوماندوز»، فضلاً عن المجموعات التى جاءت من المحافظات. وأكد أحد الجماهير على «فيس بوك» وجود تعليمات من الرابطة بالنزول إلى أرض الملعب فى حالة عدم تحقيق الزمالك النتيجة المطلوبة.